كلمة السيدة أ.د/ أمل خليفة
عميد معهد التبين للدراسات المعدنية
____________________________
وُلدت فكرة إنشاء معهد علمي بحثي وتعليمي متخصص في مجال الصناعات المعدنية مع بداية دخول مصر مجال الصناعات الثقيلة، وفي قلبها صناعة الحديد والصلب. وكان الهدف الرئيسي للمشروع هو إعداد جيل من المتخصصين من المهندسين والتقنيين ذوي الكفاءة والخبرة الفنية في عمليات الإنتاج والتطوير. ولتحقيق هذا الهدف، اتجهت الدولة آنذاك نحو الدول ذات الخبرة المتميزة في هذا المجال للمساعدة في إنشاء كيان قادر على تزويد الصناعة النامية بالكوادر المؤهلة اللازمة. وتم إبرام عقد مع الاتحاد السوفيتي بتاريخ 14/9/1967 “العقد رقم 2575/5″، والذي أجرى الاتحاد السوفيتي بموجبه الدراسات اللازمة لإنشاء معهد التبين للدراسات المعدنية (TIMS)، في ضوء الأسس المتبعة في المعاهد المماثلة في الاتحاد السوفيتي بما يتناسب مع ظروفنا المحلية والأهداف المحددة لهذا المعهد.
كانت رؤية معهد التبين للدراسات المعدنية المُصممة لتعزيز قطاع الصناعة الوطنية هي توفير التعليم العالي لدراسات الدبلوم والماجستير، بالإضافة إلى برامج التعليم المستمر والتدريب المتخصص للموظفين الفنيين في صناعات هندسة المعادن والتعدين وخدمة المجتمع.
تمثلت مهمة معهد التبين للدراسات المعدنية في توفير دورات مهارات مهنية مبتكرة لطلاب الماجستير والباحثين، مع مراعاة الاحتياجات المتغيرة لأصحاب العمل كمظلة يمكن من خلالها إرساء أسس التحسين والتطوير المستمر.
على مدار خبرتها الطويلة لأكثر من نصف قرن، طور معهد التبين للدراسات المعدنية قدرات فنية واسعة وقاعدة معرفية متعمقة تسمح بتقديم درجات مختلفة من التعليم العالي بعد التخرج وبرامج تدريب مهني متخصصة في مجال هندسة المعادن والمواد، والحفاظ على الطاقة وحماية البيئة ، بالإضافة إلى ذلك، نفذ المعهد مجموعة واسعة من الإستشارات الفنية ودعم التحقيقات في الدراسات الصناعية المتخصصة، والحفاظ على الطاقة وحماية البيئة، وإختيار المواد وتحليل أعطال المعدات وأجزاء الآلات للعديد من القطاعات الصناعية مثل؛ الصناعات المعدنية، وإنتاج البترول والغاز الطبيعي، والصناعات الكيميائية والبتروكيماوية، والأسمنت ومواد البناء، والصناعات الهندسية الأخرى.
بفضل نطاقه الواسع من الشهادات التخصصية المتنوعة، والدراسات والبحوث الصناعية التطبيقية، وبرامج التدريب والخدمات الفنية التي يقدمها لمجتمع الصناعة المصري، يُعد المعهد أحد مؤشرات التقدم العلمي والصناعي في مختلف المجالات، ويمثل حجر الزاوية في التنمية المستدامة.